منشورات

الرأسمالية المعاصرة تمر بأزمة. فحالة الطوارئ المناخية تهدد بتغيير جذري في نمط الحياة على كوكب الأرض، لكن عالم الأعمال يركّز على الأرباح قصيرة المدى ولا يقدّم حلولاً للمشكلات الملحّة. أما الحكومات، فقد اعتادت على دورها السلبي وأصبحت ضعيفة. ومع ذلك، فالوضع الحالي ليس قدراً محتوماً.

يعرض هذا الكتاب آليات الدمار التي يتسبب بها النظام النيوليبرالي، الذي يستمر في توليد الأزمات الاقتصادية، الاجتماعية، والسياسية على المستويين المحلي والعالمي، من خلال صورة رمزية متمثلة بـ"المينوتور" – الوحش الأسطوري من الميثولوجيا اليونانية، بجسم إنسان ورأس ثور، الذي أرعب سكان كريت وقدم له شباب وشابات من أثينا كقرابين.

البركاريا (الطبقة الهشة) هي طبقة جديدة تنمو بسرعة في جميع أنحاء العالم. تشمل هذه الفئة هي العمال الذين يُوظفون بشكل غير منتظم، في وظائف غير مستقرة، تفتقر للأجر العادل، والحقوق الاجتماعية، والمعنى الحقيقي للعمل. من بين هؤلاء: عمال المقاولة في مجالات الصيانة والرعاية، العاملون المستقلون (الفريلانسرز)، والموظفون المؤقتون أو العاملون بالساعة في قطاعات مثل التعليم، الصحة، الرعاية الاجتماعية، البناء والإعلام.

هل من الممكن وجود مجتمع عادل وخالٍ من الفجوات الاجتماعية؟ هل مجتمع المساواة المزدهر والحر هو نموذجا اقتصاديا سياسيا ممكنا؟ وإذا كان الأمر ممكنًا، فهل هو نموذج محليّ يعتمد على الثقافة، أم أنه يُعد اقتراحًا صالحًا للتغيير على المستوى العالمي؟

"إعادة امتلاك هذا المعرفة من قبل الجمهور هو خطوة حاسمة في تغيير موازين القوى"، يقول توماس بيكيتي في مختصر تاريخ المساواة، الذي يوضح الحقائق الأساسية حول اللامساواة والأسباب التاريخية لاستمرارها، ويعرض في الوقت ذاته منظورًا تاريخيًا متفائلًا حول تطور الطريق الطويل والمليء بالعقبات نحو المساواة.